مرض الدرن الذى كان يعتبر في القرن الماضى من أعتى أعداء الانسان أصبح الآن مرضا قابلا للشفاء ولو أن علاجه قد يطول الى سنة أو أكثر من العلاج المتظم بالمضادات الحيوية التى ظهرت فى الخمسينات وتطورت الآن تطورا عظيما ..
ويبدأ ميكروب الدرن في المريض المصاب رحلته في الجسم البشرى عن طريق الأوعية الدموية ليصل الى الكل حيث يستقر فيها ويبدأ دورته الالتهابية المعروفة.. وعن طريق الحالب يصل الميكروب الى عنق المثانة.. ثم البروستاتا والحويصلة المنوية حيث يبدأ دورته الالتهابية المزمنة التى تؤدى الى التليف في هاتين الغدتين. . وبحدوث هذا التليف تصبح التربة صالحة تماما لاستقبال الميكروبات الصديدية الأخرى من الدم حيث تتكاثر وتنتشر وتزداد مشكلة الالتهاب إزمانا وعنادا للعلاج ولعل من أكثر مضاعفات هذا المرض حدوث العقم.. وقد تصل نسبة العقم الى ٨٠% من المرضى الذين يعانون من درن البروستاتا والحويصلة المنوية ..
وقد كان علاج هؤلاء المرضى من المشاكل الطبية صعبة الحل.. ولكن الصورة قد تغيرت الآن حيث أصحت نسبة الشفاء وفرص الانجاب عند هؤلاء المرضى ممكنة وميسورة وذلك كما ذكرنا قبلا بسبب تقدم طرائق العلاج مع مجهود العقاقير الحديثة التى تؤدى الى قتل ميكروب الدرن ..
البلهارسيا .. والبروستاتا
منذ أيام قدماء المصريين يظل مرض البلهارسيا كما رسموه وكتبوا عنه حفرياتهم وبردياتهم تظل البهارسيا للآن أحد مشاكلنا القومية الصحية التى تحتاج الى حل جذرى.. وتبدأ اصابة الفلاح بالبلهارسيا البولية بأن تستقر في عنق المثانة و أسفل الحالبين ومن هذا المخزن ينتشر طفيل البروستاتا في الأوردة التى تصل الى البروستاتا والحويصلة المنوية خاصة إذا كانت الاصابة متكررة الحدوث.. وكما يحدث في اصابة الدرن تسبب البلهارسيا التهابا مزمنا مع تليف شديد في البروستاتا والحويصلة المنوية لتتكاثر بعد ذلك الميكروبات الصديدية فتزيد من شدة الالتهابات وعدم استجابته للعلاج.. وتكون النتيجة الحتمية في الحالات المهملة حدوث العقم مع الاعراض الأخرى التى تسببها البروستاتا العليلة.. ومن المفيد ان نذكر هنا أن هؤلاء المرضى لا يتم شفاؤهم تماما مهما كانت طرائق العلاج.. وعقاقيره المعروفة إلا بعد شفاؤهم تماما من البلهارسيا الأمر الذى يشكل أساسا حيويا وهاما لتمام الشفاء ..