من الحقائق الثابتة في علم الأجنة والتشريح أن كل الأعضاء التناسلية في الرجل يوجد لها مثيل كامل أو بقايا منقرضة في جسم المرأة.. والأمثلة علي ذلك كثيرة ولعل أظهرها وأهمها أن الخصيتين في الرجل يقابلهما تماما المبيضين عند المرأة ولكن تبقى هذه الغدة العجيبة الغامضة «البروستاتا» التى تنحدى هذه القاعدة إذ أنها العضو التناسل الوحيد الذى لا يوجد له مثيل أو حتى أثر منقرض في جسم المرأة ! .
وعلي قدر غموض البروستاتا وتعقيدها فيما يختص بالوظيفة الفسيولوجية ودورها عند الرجل كما شرحنا ذلك في الباب السابق كذلك نجد أيضا أن هذا العضو معقد ومركب في صفته التشريحية وحتى نبسط الأمور للقارىء نذكر أن البروستاتا غدة صغيرة الحجم تسكن في مكان دفين داخل التجويف الحوضى.. وفي مرحلة الطفولة يكون حجمها صغيرا جدا ولكنها تنمو وتترعرع حتى تصل الى حجمها العادى عند مرحلة إكتمال البلوغ حيث يكون حجمها وشكلها تقريبا مماثلا الى حد كبير لفاكهة ( أبو فروة ) وتصل أبعادها حوالى 3.5 سنتيمتر طولا وعرضها حوالى 4.5 سنتيمتر وسمكها حوالى 2.5 سنتيمتر وترقد البروستاتا في التجويف الحوضى حيث قاعدتها الى أعلا وقمتها الى أسفل وتقع القناة الشرجية فوقها مباشرة وعلي ذلك فان قناة مجرى البول التى تبدأ من المثانة لا بد أن تشق طريقها الى الخارج عن طريق البروستاتا وهذا يؤدى الى أن تنقسم البروستاتا الى فصوص أربعة :
١ – فص أمامى صغير
٢ – فصين كبيرين جانبيين
٣ – فص خلفى
وهذا الفص الأخير هو الذى يلاصق الشرج تماما كما أنه هو الفص الوحيد الذى يصاب بالاورام السرطانية.. ويبدو واضحا الآن أننا نستطيع فحص البروستاتا إكلينكيا بكل سهولة ويسر عن طريق فتحة الشرج.. وكذلك عن طريق منظار المثانة.
وكما تخترق قناة مجرى البول غدة البروستاتا من أسفل الى أعلا نجد كذلك أن قنوات الحويصلة المنوية تخترقها من الجانبين لتصب افرازاتها في قناة مجرى البول الخلفية عند نزول المنى أما قنوات البروستاتا التى تنبع من غددها الصغيرة الكثيرة. العدد فيبلغ عددها حوالى ٢٤ قناة تنتهى كلها بفتحة منفصلة حيث يصب إفراز البروستاتا أيضا في نفس المكان أى في الجزء الخلفى لمجرى البول.. وهذه الحقائق التشريحية تفسر لنا كيف أن أغلب أمراض البروستاتا ينعكس تأثيرها على الجهاز البولى …