وصف الله سبحانه وتعالى العسل فى القران الكريم بصفة عظيمة .. وأجلي بهذه الصفة سر العظمة في هذا السائل المعجز .. فقال تعالى : ” فيه شفاء للناس”..
هكذا أفصح القرآن الكريم عن سر العسل منذ خمسة عشر قرنا من الزمان .. وقد تقبل المسلمون ذلك بصدق ويقين ، لإيمانهم بأن القران لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. فعالجوا مرضاهم بالعسل ، وكتب الله سبحانه وتعالى لهم الشفاء .. وها هو الغرب الملحد يكتشف علماؤه كل يوم جديدا فى عالم العسل .. حتى أصبح العسل يستعمل الان فى أشهر مستشفيات الغرب شفاء من كل داء..
وعلي هذه الصفحات سنذكر – بتوفيق الله سبحانه بعض – استخدامات العسل العلاجية كما أثبتها المختصون :
◙ الحفظ الأمن :
قديما اعتقد بعض الناس أن العسل كاللبن .ناقل للأمراض .. وظل هذا الاعتقاد سائدا عندهم حتى جاء (د. ف . ج ساكيت) وهو من المشتغلين بعلم الجراثيم جامعة ( كلورادو ) الأمريكية، وأراد أن يثبت بطلان هذا الاعتقاد.. فزرع جراثيم مختلف الأمراض على العسل الصافي .. ولبث ينتظر النتيجة .. لقد كانت النتيجة مذهلة .. فلقد ماتت هذه الجراثيم جميعا وقضى عليها خلال ساعات .. حيث مات ميكروب التيفود بعد 48 ساعة ، ومات ميكروب الباراتيفود المسبب لحمى الأمعاء بعد ٢٤ ساعة ، ومات نوع اخر من الميكروبات يو جد فى البراز وفى ماء الشرب بعد 5 ساعات ، وماتت جراثيم الالتهاب الرئوى فى اليوم الرابع .. أما جراثيم الدوسنتاريا فقد قضى عليها بعد 10 ساعات .
وقبل تجارب (د. ساكيت) عرف العرب حقيقة أن العسل قاتل للجراثيم ، ولا يمكن لأى جرثومة أن تعيش فيه .. ولذلك أطلقوا عليه اسم ( الحافظ الأمين ) .
فالعسل لا يمكن أن يطرأ عليه أى تغيير أو فساد إذا ما حفظ بطريقة صحيحة كما ذكرنا. ولقد كان المصريون القدماء أول من عرف قدرة العسل علي قتل الجراثيم .. لذلك استخدموه في التحنيط وحفظ الجثث من التعفن .
وفى القرن الثانى .عشر الميلادى وجد الرحالة والطبيب العربى الشهير موفق الدين عبد اللطيف البغدادى فى أحد أهرامات الجيزة جثة طفل مغمورة بالعسل داخل إناء .. وقد وجد أن الجثة لم يتسرب إليها العفن أو التحلل ..
كما أن جثة الأسكندر الكبير قد أرسلت إلى مقدونيا مغمورة بالعسل ، وذلك منعا لفسادها أثناء رحلتها الطويلة .
وهذا ما حدث أيضا لجثث كثيرة ، كجثة ملك سبارته وأرسطو بيل وغيرهما .. أن اليونان والرومان كانوا يستعملون العسل لحفظ اللحوم طازجة .. إذ هكذا يحتفظ اللحم بكل خصائصه الطازجة .
ولكن ما هو السر وراء هذه الخاصية الفريدة التى ينفرد بها العسل ؟
يقول فريق من العلماء : إن ذلك يرجع إلى أن العسل له خاصية غريبة وقوة واضحة فى امتصاص الرطوبة من أى شيء يتصل به ، . فعندما توضع البكتريا فى العسل، يمتص منها الرطوبة اللازمة لحياتها فتموت .
ويرى آخر أن ذلك راجع إلى تركيز السكر في العسل بنسبة عالية .. بينما يذهب فريق ثالث من العلماء إلى أن الأحماض العضوية الموجودة فى العسل هى السر وراء ذلك .
ولقد أجرى العالمان : ( ميلا نبليكا وموريس) عدة تجارب أثبتا فيها أن العسل يحتوى علي مواد قاتلة للجراثيم تفرزها النحلة الشغالة .
ويلاحظ أن العسل يفقد هذه الخاصية إذا أسيء حفظه وتخزينه .. كما أن هذه الخاصية تتأثر كثيرا بالضوء والحرارة .