جرت أبحاث جديدة كثيرة علي سم النحل واستعمالاته في العلاج ، وقد جاءت معظم هذه الأبحاث بنتائج ممتازة .
وقديما – وكما يذكر التاريخ – فإن شارل الكبير وإيفان الرهيب شفيا من مرض النقرس بلدغ النحل .
◙ علاج الحمى الروماتيزمية :
يصف (ن . يويريش) بعض حالات الحمى الروماتيزمية والتى عولجت بسم النحل.. فيقول : فى عام 1935سقط (ف) صريع الحمى الروماتيزمية ، ولم ينفع معه علاج الطب العادى أو الطب الطبيعى .. وفي عام ١٩٣٨ بدأ يربى النحل فكان فى لدغته الشفاء خلال فصل واحد من فصول الصيف ، ولم يعد إليه المرض بعد ذلك .
وكان (ف . تيرتش) وهو من أطباء فينا المشهورين قد أصيب بالحمى الروماتيزمية ، و شفى بالصدفة بواسطة لدغ النحل .. فأشار ذلك اهتمامه بالنحل وبخواص سم النحل ، وبدأ باستعماله فى علاج المرضى بالروماتيزم .. وفى عام 1888 نشر مؤلفا وصف فيه ١٧٣ مريضا بالروماتيزم شفوا من مرضهم بلدغ النحل.
◙ سم النحل والتهاب الأعصاب وآلامها :
يذكر أنه عام ١٩٣٤ جرب (د . ك . بيروسالمشيك) سم النحل فى علاج أمراض الأعصاب .. وكان أغلب المرضى الذين يعانون من عرق النساء وآلام الأعصاب فى أماكن مختلفة يشكو من الحمى الروماتيزمية .. وكانوا قبل العلاج بسم النحل عولجوا بطرق الطب العادى والطبيعي يذكر فى ذلك المثالين الآتيين :
◙ المريض (ى ) عمره ٣٦ سنة دخل المستشفى فى ٢ أغسطس سنة ١٩٣٨ يشكو من ازدياد المرض عليه، وهو التهاب جذور الأعصاب ، كما كان يشكو من ألم في الظهر وفي الرجل اليسرى فى مسرى العصب الوركى .. وكان فى ٢١ فبراير ١٩٣٨ قد رفع ثقلا كبيرا ، وعلي أثر ذلك شعر بالألم فالظهر والرجل اليسرى .. وكان يعرج في مشيته، وبفحص العمود الفقرى باليد ظهرت آلام في منطقة الفقرة القطنية الخامسة ، وكانت حركته محدودة وخصوصا إلى الأمام، وحساسية زائدة علي طول العصب الوركى في الجهة اليسرى وعرق زائد.. وكان البول والدم وسائل العمود الفقرى عاديا .
وتم العلاج بالحقن تحت الجلد بسم النحل في الأماكن المؤلمة جدا.. وبعد ست حقن زال الألم وسمح للمريض بمزاولة عمله.
◙ المريض (م) عمره 42 سنة دخل المستشفى فى ١٠ أغسطس ١٩٣٨ ، وكان يشكو من ألم حاد علي طول العصب الوركى .. وقد ظل مريضا لمدة ثلاث سنوات ، وزاد عليه المرض في اللاسابيع الستة الأخيرة ، وعولج في عيادة خارجية ولم يجد نفعا.. والبيانات الموضوعية هى : ألم على طول العصب الفخذى ، وانحراف بسيط فى العمود الفقرى ، وألم حين تفحص الفقرة الخامسة القطنيية باليد وفى الاتجاه نحو اليمين ، وحركة العمود الفقرى محدودة ، وهبوط فى الجهاز الدورى يظهر فى تبادل الاحمرار والاصفرار فى الجلد ، وبرودة فى الطرف الأيمن .. وبالفحص المعملي وأشعة إكس لم يظهر أى تغيير .
وبالعلاج بالحقن تحت الجلد بسم النحل في الأجزاء المؤلمة جدا اختفى الألم بعد الحقنة الأولى أو الثانية ، وتحسنت الحالة الموضوعية والنفسية إلى حد كبير بعد ثلاث أو أربع حقن .. وتم الشفاء بعد الحقنة الثامنة .. وسمح للمريض بالعودة إلى عمله.
◙ تأثير سم النحل علي ضغط الدم :
لسم النحل أثر واضح فى تقليل ضغط الدم.. وقد برهنت علي ذلك التجارب التى أجريت علي حيوانات التجارب .. فحين حقن الكلب فى الوريد بسم نحلة واحدة لوحظ بعض الهبوط فى ضغط دمه .. وحين حقن بسم عشرات من النحل نتج عن ذلك هبوط حاد في ضغط الدم .. وسبب هذا الأوعية الدموية الخارجية بسب وجود مادة الهستامين (وهى مادة توسع الأوعية الدموية) فى سم النحل .. وقد دلت التجارب علي أن قدرا ضئيلا يصل إلى 1 في 250.000.000 من محلول الهستامين يمكن أن يحدث أثرا بيولوجيا .
ومن أحدث الأبحاث فى هذا المجال ماذكرته جريده الأهرام فى عددها الصادر فى 22/10/1985.. تقول الأهرام : وعن التأثير البيولوجى لسم النحل يقول د. اسماعيل مشرف: إنه بحقن الكلاب 8 ملليجرام من سم النحل انخفض ضغط الدم ثم عاد للارتفاع بعد ذلك ولكن بدرجة أقل من المستوى الذى كان عليه من قبل .. كما ثبت أن سم النحل ينشط عضلة القلب من خلال التجارب التى أجريت علي قلب مفصول لأرنب حيث زاد معدل ضربات بنسبة 50% ، وزادت قوة الضربات بنسبة ١٥٠% .. ويرجع ذلك إلى إفراز القلب لبعض المواد نتيجة لتأثير سم النحل مثل الهستامين والأدرينالين والهيبارين ..
وتشير التجارب أيضا إلى أن لسم النحل تأثيرا منشطا علي الأمعاء المفصولة فضلا عن أن التجارب الحديثة أثبتت أن سم النحل ينشط غدة فوق الكلي مما جعلها تفرز الكورتيزون الذى يؤثر بالتالى فى علاج الروماتيزم وبخاصة فى التهاب المفاصل .
◙ سم النحل وعلاج الايدز :
يعتبر هذا البحث أحدث الأبحاث التى أجريت فى هذا المجال .. وقد نشرت جريدة أخبار اليوم فى عددها الصادر فى 23/11/1985 أنه فى المركز الدولى الذى عقد فى الشهر الماضى في اليابان حول استعمال سم النحل في علاج مرض الايدز .. ويقول د . علي محمد علي المدرس بكلية طب عين شمس : إن فكرة استعمال سم النحل في علاج مرض الايدز تعتمد أساسا علي رفع المناعة الطبيعية فى الجسم عن طريق الوخز بسم النحل .. ويتم اللدغ بالنحل باستخدام نحلة واحدة فى اليوم الأول .. ونحلتين فى اليوم الثانى .. ويزداد العدد بهذا المعدل حتى يتم اللدغ بعشر نحلات فى اليوم العاشر .. وفى المرحلة الأولى من العلاج يحصل المريض علي ٥٥ لدغة ، وبعد فترة راحة لمدة خمسة أيام يبدأ اللدغ مرة ثانية بمعدل ثلاث لدغات .. ويستمر ذلك لستة أسابيع يتلقى المريض خلالها حوالى مائة وخمسين لدغة .
وفي اليابان ازداد الاهتمام بهذا الفرع بحيث تخصصت إحدى الكليات فى منح الدكتوراه للعلاج بالنحل ، كما تم نشر العديد من الكتب عن استخدام النحل في علاج العديد من الأمراض .
ومن القصص التى ترددت كثيرا قصة ذلك اليابانى الذى هاجر إلي أمريكا، وهناك أصيب بالايدز ، فعاد إلى بلده ، وعمل فى مزرعة لتربية النحل ، فشفى من مرض الإيدز !!
هذا ، وقد أنتجت بعض شركات الأدوية مثل (Sharp & Dohne) عبوات من سم النحل علي شكل مسحوق ، تحتوى العبوة الواحدة علي سم ١٠ لسعات يضاف إليها ١ سم من الماء المعقم عند الاستعمال .. والسم الجاف عبارة عن كتلة شفافة قريبة الشبه بالصمغ.. سهلة الذوبان في الماء والأحماض .