في أواخر السبعينات كان يعتقد أغلب جراحى المسالك البولى وعلماء الجنس في العالم أن المشاكل النفسية هى العامل الرئيسى في حدوث العجز الجنسى المؤقت أو المزمن ولكن بمرور الزمن ومع توالى الأبحاث الجادة الحيوية أو المعملية ومع تقدم طرائق التشخيص المعقدة أمكن الآن الوصول إلى أسباب أخرى كثيرة تؤدى إلى الضعف الجنسى وضعف الانتصاب .
ويأتى السبب التالى بعد أمراض البروستاتا المزمنة نجد أن مرض السكر إذا أهمل علاجه أو أزمن مع المرض لفترة طويلة يؤدى إلى الاصابة بالضعف الجنسى نتيجة لاصابة الأعصاب وكذلك الأوعية الدموية التى تغذى المنطقة الجنسية للرجل ..
.. ومن أمراض الشيخوخة الأخرى نجد أن من أهم أسباب الضعف الجنسى حدوث تصلب الشرايين أو أمراض الأوعية الدموية الأخرى وذلك لأن هذه الأمراض تجعل جدران الشرايين سميكة خشنة وذلك يؤدى إلى نقص كمية الدم المغذى للقضيب والخصيتين وبالتالى يحدث هذا الضعف .
وقد لاحظت كثيرا أن أغلب المرضى الذين يعالجون من ضغط الدم المرتفع أو الذين يتعاطون أدوية كثيرة لعلاج الاكتئاب النفسى والمهدئات يحدث لهم تغيير مفاجىء وقصور جنسى واضح أثناء المعالجة بمثل هذه الأدوية وربما يضطر الطبيب الباطنى المعالج إلى تقليل الجرعة العلاجية وخاصة أن هؤلاء المرضى يحتاجون إلى فترات طويلة في العلاج.. وفي حالات أخرى قد يضطر الطبيب المعالج إلى تغيير نوعية العلاج .
ولا ننسى في هذا المجال أن نذكر أن إدمان المشروبات الكحولية والمخدرات الأخرى وأخطرها الأفيون والكوكايين والهيروين يؤدى إلى ضعف جنسى كامل وغير قابل للشفاء بسهولة وذلك لتأثير هذه المواد علي المراكز الجنسية العليا في الدماغ وكذلك الآخريات الأخرى التى تصيب الأعصاب وتؤثر علي الهرمونات الذكرية ..
أما في حالات الفشل الكلوى المزمن وخاصة الحالات التى نعالج بغسيل الكلى أو زرعها فان سبب الهبوط التام في وظائف الجنس يكون راجعا إلى إصابة الأوعية الدموية والأعصاب وكذلك الهبوط الشديد في نسبة الهرمونات الذكرية ..
ولا يفوتنا فى هذا المجال أن نذكر الحوادث والاصابات التى تصيب العمود الفقرى أو الحوض أو الاصابات المباشرة للأعضاء التناسلية تؤدى إلى قصور تام أو ضعف جزئى في وظائف الجنس والقدرة التناسلية علي حسب نوع ومكان الاصابة فمثلا اصابات العمود الفقرى والنخاع الشوكى تؤثر تأثيرا مباشرا علي الأعصاب الخاصة بالانتصاب فتجعل المصاب غير قادر علي الاتصال الجنسى ..
أما عن العمليات الجراحية التى تؤدى إلى العجز الجنسى فنذكر منها الاستئصال الكامل للمثانة البولية أو استئصال القولون الكامل أو الاستئصال الكامل لغدة البروستاتا وغالبا ما نجرى هذه الجراحات في حالات الأورام السرطانية المتقدمة .
دور الجراحة فى علاج
القصور الجنسى وضعف الانتصاب لدي الرجال
.. لاشك أن أول خطوات العلاج من الضعف الجنسى أن يصل الطبيب إلى سبب هذا الضعف.. وقد أوضحنا في الفصل السابق كل أساب هذا المرض ومما لا شك فيه أن أغلب هذه المسببات يمكن علاجها والسيطرة عليها بالعلاج التحفظى الطبى الصحيح
.. غير أن هناك أسبابا تستعصى علي هذه النوعية عن العلاج ..
ولهذا السبب بدأت التجارب الجراحية منذ سنوات للوصول إلى أحسن العمليات وأسهلها. وأكثرها فعالية .
.. وقد توصلنا فعلا في السنوات الثلاث الأخيرة إلى ابتكار عملية بسيطة خالية من جميع المخاطر ونتائجها تبشر بالخير والنجاح.