الخصية هى العضو الأساسى اللازم لعملية الجنس والاخصاب في جميع الحيوانات الفقرية وعلي رأسها الانسان.. وقد خلق الله الخصيتين أساسا للقيام بوظيفتين حيوتين لازمتين للحفاظ علي الجنس البشرى من الانقراض ..
الوظيفة الأولى :
هى تصنيع الحيوانات المنوية السليمة والقادرة علي إخصاب البويضة عند المرأة لتكوين الجنين.. وتقوم بهذه الوظيفة خلايا بالغة الدقة نسميها Sertoli Cells ..
أما النوع الثانى من الخلايا الذى تتكون منه خصية الرجل فيسمى Leydig Cells وهى أيضا خلايا خارقة القدرة حيث تقوم بإفراز هرمونات الذكورة الرئيسية والتى تتوقف عليها كل وظائف ومظاهر الرجولة وكذلك فهى مسئولة عن نمو الأعضاء الجنسية الثانوية وأهمها البروستاتا والحويصلة المنوية.. ويبدأ نشاط هذين النوعين من الخلايا العظيمة القدرة منذ سن البلوغ وتستمر في نشاطها لآخر يوم من عمر الرجل.. وبكفء وقدرة في كل أيام السنة.. صيفا وشتاء وفي الخريف والربيع وأن كانت درجة النشاط تختلف قليلا من شخص لآخر.. ومن يوم إلى يوم.. وليس بنى أدم وحده القادر علي التناسل والاخصاب علي مدار السنة وإنما يتمتع بهذه الميزة عدد آخر من الحيوانات الثديية مثل الكلب والققط.. والحمار.. والحصان ..
.. ولكى تقوم الخصية بوظيفتها علي أكمل وجه وحتى تحتفظ بنضارتها وحيوتها يلزم أن تكون جميع أعضاء الجسم في تمام سلامتها وخصوصا غدده الصماء وأهمها الغدة النخامية التى تقع و منتصف نسيج المخ البشرى وهذه الغدة المعجزة علي الرغم من صغر حجمها الظاهر إلا أنها هى المسئولة عن عمل كل غدد الجسم الصماء الأخرى وكأنها ( المايسترو) الذى يقود فرقة موسيقية متجانسة متكاملة ولا تنشط أى غدة بالجسم البشرى إلا إذا صدرت لها الاشارة من عصا المايسترو التى تسمى Pitutary Gland ..
مرحلة البلوغ
لا نستطيع أن نحدد تماما متى يصل الطفل إلى مرحلة البلوغ فليس لها سن محدد، ولكنها تبدأ في أى سنة ابتداء من السنة التاسعة إلى السنة التاسعة عشرة من الميلاد.. ولا توجد أى طريقة علمية معروفة للتنبا بالسن التى تبدأ فيها مرحلة البلوغ لأن ذلك من أسرار الخلق ولا يعلمها إلى الله جل شأنه .
ولكن الذى يستطيع أن نؤكده أنه إذا بدأت العلامات الأولى لمرحلة البلوغ فإنها سوف تستمر حتى تصل إلى كمالها في خلال ثلاث سنوات من بدايتها.. وبعد هذه الفترة يكون البالغ قد وصل إلى مرحلة كمال الرجولة ..
ومن المعروف أن عملية الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ.. ثم مرحلة الرجولة الكاملة تعتبر من أعقد العمليات البيولوجية في تطور الجسم البشرى حيث تتدخل وتتشابك عوامل كثيرة في بلوغ هذا العوامل الصفات الوراثية التى تولد مع الجنين الكامل.. ويترتب علي هذا كفاءة وسلامة الغدد الصماء وأهمها كما ذكرنا الغدة النخامية التى تفرز مجموعة من الهرمونات تسمى Chorionjc Gonado Trophins ..
وهذه الهرمونات هى المسئولة مسئولية مباشرة عن نشاط الخصية وبدأ العمل وصحوة الخلايا لتفرز هرموناناتها الذكرية وتصنع الحيوانات المنوية ..
وفي هذه الفترة تبدأ علامات البلوغ في الظهور علي جسم الفتى حيث ينبت شعر العانة ويتكثف.. ويتضخم عضوالذكورة وتكبر الخصيتين وينتفخ كيس الصفن.. وتغيرات أخرى كثيرة مثل ظهور حب الشباب وتغير الصوت.. أما في داخل الجسم فإن أهم ما يحدث هو تضخم ونمو الأعضاء الجنسية الثانوية وأهمها غدة البروستاتا والحويصلة المنوية والأحبال المنوية والبرانخ ..
مما تقدم يتضح أن نمو الخصية وتطورها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ هو رهن بإشارة من الغدة النخامية التى تستمر فى عطائها وقدرتها وبنفس الايقاع حتى يكتمل نمو البالغ ليصل إلى مرحلة الرجولة الكاملة في سن الثانية والعشرين أو أقل قليلا ..
.. وإذا كانت الخصية هى المصدر الرئيسى لافراز هرمونات الذكورة Androgens فإننا في هذا المقام لا ننس ذكر الغدة الصماء الأخرى وهى غدة فوق الكل أو Supra – Renal gland التى تقوم بإفراز كمية أخرى من هذه الهرمونات ولو أن بعض الشك قد ألقى أخيرا علي أن هذه الهرمونات الجنسية Supra – Renal andeogens تقوم بنفس الوظيفة الجنسسة التى تؤديها هرمونات الخصيتين.. ومن الحقائق العلمية الثابتة أيضا أن غدة فوق الكل تقوم بإفراز نسبة أخرى من الهرمون الأنثوى Oesteogens تماما كما تقوم بذلك بعض الخلايا بالخصيتين ..
تأثير الحرارة على وظيفة الخصية
في السنوات الأخيرة أثبتت الأبحاث العلمية المتعددة التأثير الضار الذى يحدثه الارتفاع لدرجة حرارة الجسم عامة.. أو ارتفاع درجة الحرارة الوصفية داخل كيس الصفن.. فقد ثبت بمالا يدعو مجالا للشك أن هذه الحرارة المرتفعة تؤدى إلى ضمور الخلايا وتؤثر تأثيرا معاكسا للمناخ الملائم لعمل خلايا الخصيتين خاصة هذه الخلايا الدقيقة الرقيقة النى تقوم بتصنيع الحيوانات المنوية من الخلايا الأم.. ولهذا السبب خلق الله سبحانه وتعالى خصية الرجل خارج التجويف البطنى ليحميها من درجة الحرارة الداخلية للجسم وكذلك ليحميها من حركة الجهاز الهضمى وأعضاء الحوض المختلفة .
.. ولزيادة الحرص والحفاظ علي سلامة الخصتين خلق الله لهما كيسا حافظا واقيا من الجلد يحميها من الاحتكاك وكذلك من التعرض المباشر لدرجة الحرارة الخارجية التى قد تكون باردة جدا.. أو حارة جدا.. وفي كلتا الحالتين تتوعك خلايا الخصية.. ويمكن القول بأن كيس الصفن يقوم بعمل Thermostat أو منظم حرارة دقيق يجعل درجة الحرارة حول الخصيتين في معدل مناسب تماما لعمل الخصيتين.. وهى درجة تنقص قليلا عن درجة الحرارة الطبيعية داخل الجسم البشرى .
.. ولكى يقوم الكيس بوظيفته هذه فقد خصه الله بمزايا تشريحية لا توجد في أى مكان أخر بالجسم البشرى وهو وجود غلالة رقيقة من العضلات المنبسطة تغلفه وتدور حول الخصتين وتتميز بانها تتمدد وتنكمش تبعا لارتفاع وانخفاض درجة الحرارة الخارجية أو حرارة الجسم الداخلية.. وهكذا تظل حرارة الخصيتين في معدل ثابت تقريبا ..
.. وليس هذا وحده الذى يحفظ الخصيتين من ارتفاع درجة الحرارة وإنما هناك ظاهرة تشريحية لا توجد إلا في جلد الكيس وهذه هى وجود التعاريج والتلافيف التى يلحظها أى رجل إذا نظر إلى كيس صفنه هذه التعاريج والتلافيف تؤدى إلى زيادة سطح الجلد زيادة عظيمة وبالتالى قدرته علي تنظيم درجة الحرارة.. ولكن في السنوات الأخيرة أثبتت الأبحاث العلمية والاكلينيكية أن أهم العوامل التى تقى الخصية من ارتفاع درجة الحرارة هو سلامة الأوردة التى تحيط بالحبل المنوى والتى تسمى Pampini form PIexus وهذه الأوردة إذا تضخمت وتمددت وخصوصا في الناحية اليسرى تسبب المرض المعروف بدوالى الخصية وهى من أهم أسباب مرض العقم.. ومن الحقائق العلمية المحيرة آن أغلب حالات الدوالى تصيب الناحية اليسرى فقط.. وبالرغم من عدم وجود الدوالى في الناحية اليمنى فإن الدوالى في الخصية اليسرى فقط تؤدى إلى رفع درجة الحرارة في الخصيتين وبالتالى تؤثر في حيوية خلايا الخصية وتؤدى إلى العقم ..
.. ولحسن الحظ فأن هذه الحالات قابلة للشفاء وتتحسن حالتهم كثيرا بعد إجراء جراحة بسيطة لاستئصال الدوالى .
.. ومن الملاحظات الاكلينيكية التى اذكرها في هذا الصدد أننى وجدت نسبة كبيرة من المرضى الذين يعانون من حالات العقم الثانوى يستلزم عملهم الجلوس لفترات طويلة فى درجة حرارة عالية مثل سواقى سيارات النقل ( التريللات) أو من مدربى الرياضة الذين يستلزم عملهم لبس الـ Slips الضيقة لفترات طويلة ..
.. والعامل الرئيسى في هؤلاء جميعا هو تعرض الخصيتين لدرجة حرارة عالية لفترات طويلة .
العوامل التى تؤثر على وظيفة الخصية
لعل من أهم العوامل الأساسية اللازمة للحفاظ علي سلامة الخصتين وحيوتهما هو بقاء الغدد الصماء في جسم الرجل سليمة ونشطة أهم هذه الغدد كما ذكرنا من قبل هى الغدة النخامية.. وقد ثبت علميا أن الغدة الدرقية التى تقع في الرقبة لها دور نشط في حيوية الحيوانات المنوية ودرجة نشاطها.. وهناك أيضا اعتقاد علمى عند بعض علماء الغدد أن هرمون الغدة الدرقية Thyroxin قد يكون له أثر جنسى منشط وخصوصا .